الثلاثاء، 6 يناير 2015

أحتاج أن أحبك ككاتبة..




أحتاج أن أحبك ككاتبة
كما لم يعرف أحد ما في داخلها 
كما لا يقرأ أحد مشاعرها 
كما تستطيع تصديقي أنك لا تهمني
كما يفهمون انك تأليفي
و أنك لست واقعي..

أحتاج أن أحبك ككاتبة
حين تزهر أمامي بعطفك فأفقد عقلي من رائحة ربيعك
حين يأتي شتاؤك فلا أستطيع التحرك من بردك
حين يستمر الصيف إلى يوم لا أصدق فيه نهايته
حين أتعجب من ورقة خريفك كم هي أجمل و هي متساقطة..

أحتاج أن أحبك ككاتبة
لتظهر أمامي و أبتسم ها هو أحد أبطالي
لأمارس حقي في استحضارك
و استرجاع تفاصيلك
و التمارين الشاقة لغيابك..

أحتاج أن أحبك ككاتبة
لأقرر نسيانك فأتذكرك
لأنام على فقدانك فأحلمك
و أستيقظ على اشتياقي فأدمعك..

أحتاج أن أحبك ككاتبة
كما لن تصدق حقيقة ذلك الحب
و كما تمارس جهل ذلك البعد
كما تخاطب عقل ذلك الناصح
انك لن تستطيع ممارسة البقاء..

أحتاج أن أحبك ككاتبة
لأرى طيفك من ظلال ضوء الشمعة
لأسرق نظرة من داخل ملفات الهاتف السرية
لأستحضر ضحكة تأتي على تجويف أذني مرتفعة..

أحتاج أن أحبك ككاتبة
فأرى ذلك العطف في عيون قرائي
و ذلك التسامح القادم من بعدك لنفسي
و تلك الآيات التي تملي وسواس صوتك في فراغي..

أحتاج أن أحبك ككاتبة
لأصدق حقيقة النهايات الواقعية
و أكتب نهايات سعيدة غير حقيقة
أمارس فيها حقي في التمثيل اليومي
على من صدق أهمية القسوة على قلبي..

أحتاج أن أحبك ككاتبة
بما أعطيتك و لم تأبه
بما أعطيتني فقتلتني
بما شئت به قتلي
فمتَّ به..